آخر الأخبار
Loading...
lundi 1 juillet 2013

Info Post
 نجت بأعجوبة أسرة مغربية من موت محقق، بعد أن تهاوت فوق رؤوس أفرادها وأجسادهم، وهم نيام داخل منزلهم، حجارة أزالتها من واجهة المسكن وجداره الخارجية، عربة "مجنونة"، كان على متنها شابان بمعية شابتين. وحسب الشهادات التي استقتها "هبة بريس" من الضحايا الذين انتزعهم القدر من مخالب كارثة إنسانية، كادت عواقبها أن تكون غير محسوبة، فإنهم كانوا يخلدون، ليلة الجمعة–السبت الماضية، للنوم في منزلهم الكائن قبالة الشاطئ الصخري بالجديدة، على جنبات شارع النصر، المؤدي من الحي البرتغالي، إلى منتجع سيدي بوزيد، عبر الطريق الساحلية. وفي حدود الساعة الثالثة من صبيحة أمس السبت الماضي، اهتز المنزل على وقع انفجار مدو، وانهيار حجارة فوق رؤوس وأجساد قاطنيه. فاعتقد الضحايا في بادئ الأمر أن زلزالا ضرب المنطقة، سيما بعد أن وجدوا أنفسهم محاصرين داخل غرفهم، وسط الحجارة والأتربة المتناثرة. حيث أصيبوا بحالة هلع وصدمات نفسية قوية، مازالوا يحملون أثارها. وهرع الجيران وسكان الحي إلى البيت الذي أصابه مكروه.
       
وحسب تصرح الضحايا، فإن مرد ما حدث تلك الليلة،  عربة رباعية الدفع من نوع "ميتسوبيشي"، كانت تقل، في ساعة متأخرة من الليل، شابين وشابتين. حيث فقد السائق  السيطرة على قيادة السيارة التي  كانت تشق طريقها بسرعة جنونية، رغم استعانته بالفرامل في اللحظة الحاسمة. حيث زاغت به من أقصى اليمين، إلى أقصى اليسار، وصعدت فوق الرصيف المخصص للراجلين بعرض 4 أمتار، واصطدمت من ثمة بقوة بواجهة بيت سكني، كان قاطنوه يخلون للنوم. وظل شارع النصر والرصيف يحملان آثار الفرامل القوية، والتي وثقت  لها "هبة بريس"  بالتقاط صور فوطوغرافية.
       
ونجم عن الاصطدام العنيف بواجهة المنزل، انهيار مدخله الرئيسي، وجداره بارتفاع مترين، وطول 4 أمتار. وقذفت العربة "المجنونة" الحجارة، بمقدمتها ولوحة ترقيمها المعدني، إلى داخل المسكن، بعد أن تطايرت على بعد حوالي 10 أمتار، واستقرت فوق رؤوس وأجسام 4 أفراد من الأسرة، كانوا ينامون وقتها في إحدى الغرف. وحاول سائق العربة "'المجنونة"، الذي يبدو أنه  لم يكن في حالته الطبيعية، الفرار، غير أن عربته زاغت عن الطريق، واصطدمت ثانية، على بعد مترين من نقطة الاصطدام الأول، بواجهة إحدى غرف المنزل ذاته، تطل على شارع النصر. ما تسبب في تصدع واجهة تلك الغرفة، ونافذتها، وجدارها الداخلية. وحاول السائق ثانية الفرار، لكن محرك عربته، أصيب بعطل ميكانيكي، وتوقف عن التشغيل. ما اضطر السائق للتوقف.
 وبعد وقت طويل، حلت دوريتان راكبتان، أوفدتهما قاعة المواصلات بأمن الجديدة، إحداهما تابعة لمصلحة حوادث السير (صاك)، والأخرى بالزي الرسمي. حيث باشرت الضابطة القضائية إجراءات، شابتها خروقات مسطرية صارخة. فالضابط المداوم لم يطلب إيفاد سيارة للإسعاف، رغم إصابة الضحايا من قاطني المنزل المهدم، بجروح جسمانية، وصدمات نفسية بليغة. ما يشكل جريمة عدم إسعاف شخص في خطر. ولم تأت سيارة الإسعاف إلا ظهر أمس السبت، بطلب من الضحايا.
وسمح الضابط لأحد أقارب السائق، بأخذه على متن سيارة أجرة. ما يعتبر خرقا للقانون وللإجراءات المسطرية التي يتعين اتباعها والتقيد بها. وكان يلزم الضابط، في حال إصابة السائق جراء الحادث،  طلب سيارة الإسعاف، كي تقله إلى قسم المستعجلات لدى المركز الاستشفائي الإقليمي، وعمله (الضابط) على تتبع حالته الصحية، إلى أن يتماثل للشفاء، ومن ثمة، يمكن  استقدامه إلى المصلحة الأمنية، سيما أنه كان يعتزم  الفرار بنية مبيتة، من مسرح الحادث. كما لم يعمل الضابط المداوم على قطر السيارة المتسببة في الحادث، إلى المحجز البلدي.

 وتجدر الإشارة إلى أن الدورية الراكبة (سيارة النجدة)، أقلت الفتاتين اللتين كانتا بمعية السائق ومرافقه، قبل أن تسمح لهما الضابطة القضائية بالانصراف إلى حال سبيلهما. وخلاصة القول، فإن الضابطة القضائية لم تستغل استغلالا  إيجابيا "حالة التلبس"، والمعطيات المتوفرة في حينه، في مسرح النازلة، بمقتضى "حالة التلبس".
ويعول الرأي العام والمتتبعون والضحايا، أن يعمل المحققون على تدارك الأخطاء المرتكبة، ويعملوا على تحديد دوافع السائق للفرار بنية مبيتة، من مسرح حادث المرور، وكذا، تحديد العلاقة "الشرعية" أو "غير الشرعية"، التي تربط السائق ومرافقه، بالفتاتين اللتين كانتا بمعيتهما في  ساعة متأخرة من ليلة الجمعة-السبت الماضية. وكما يظهر جليا وبالواضح والملموس، فإن ثمة سعيا حثيثا لتكييف وقائع النازلة على اعتبارها "حادثة سير عادية". ( ولنا عودة للموضوع)

المصدر :
-->

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

 
جميع الحقوق محفوظة لــ التبرڭيڭة سخونة
Privacy Policy (سياسة الخصوصية ) Powered by Blogger Design by Ivythemes