آخر الأخبار
Loading...
jeudi 30 janvier 2014

Info Post

نداء استغاثة من سكان سلا إلى الله! نحن خائفون ونرى الموت والسيوف والعصابات في كل مكان


في الأسبوع الماضي نشرت يومية المساء خبرا صادما: جثة امرأة مرمية في عربة خضر قرب محطة القطار تابركيت بسلا.

كانت الجثة مغطاة بالكزبرة والبقدونس بهدف التمويه.

إنها صورة معبرة عن الحياة اليوم في مدينة سلا.

لقد أصبح الموت والقتل في هذه المدينة شيئا عاديا، مثله مثل البطاطا والجزر والرغيف والزيت والحليب.

نأكل الموت والخوف كل يوم.

إنه ضرورة من ضروريات الحياة، ويحتاج لكي يكون لذيذا ومشتهى رشه بالكزبرة والبقدونس.

وقد تخرج من شقتك من أجل شراء كيلو برتقال، فيصادفك الموت في الطريق، ويقول لك صباح الخير.

مساء الأحد الماضي، خرجت أنا وصغيرتي لشراء بيتزا، فرأينا الموت مارا بالقرب منا في حي شماعو.

مجموعة أولاد

أولاد جميلون من مدينة سلا

أولاد ودودون من سلا

خرجوا من بيوتهم

يلعبون بالسيوف

وبالمطاوي

مروا من أمامنا

يشهرون سيوفهم بثقة زائدة

وينظرون إلينا نظرات شزراء

والويل لمن يقترب منهم

الويل لمن يزعجهم.

لقد أصبحت السيوف نوعا من الزينة في مدينة سلا

مثلها مثل القلادة

والحذاء الدوكر

وسروال الجينز السيني

يحملونها من أجل التباهي

والشاب الذي لا يملك سيفا هو مراهق محروم

ولا يعيش عصره في مدينة سلا

أولاد سلا يجرون جثة سيدة في عربة مغطاة بالكزبرة والبقدونس

يلعبون بالجثة في مكان آهل بالسكان

قرب محطة القطار

لنتفرج على القتل الذي أصبح أمرا عاديا

يعرض مع الخضر ويراه المارة.

قبل أيام رأيت لصوصا في دراجاتهم النارية قرب إشارة المرور قبالة كارفور

لصوص أكثر من المواطنين العاديين

قبل أيام رأيت فتاة مغمى عليها

رأيتها تبكي على هاتفها الذكي الغالي الثمن

رأيت مواطنا يتشفى

من النساء اللواتي يشترين هذه الهواتف الغالية

ويررد بصوت مسموع: هن اللواتي يشجعن اللصوص

ورأيت دورية الشرطة تمر

كما تمر دائما

كما تمر دراجات اللصوص

الذين ينشلون النساء كل يوم

وفي نفس الأمكنة

وفي نفس التوقيت

المدينة التي تريد أن تصبح تراثا تاريخيا

بينما هي في الحقيقة صورة مصغرة لجهنم  

يا الله
احفظ أولاد سلا
الودودين
يا الله لم أعد أفكر في أي شيء
لم تعد تعنيني الديمقراطية ولا الويكاند ولا بنكيران ولا الربيع العربي ولا النظام

كل غايتي أن أذهب إلى الرباط وأعود إلى أسرتي سالما
كل طموحي أن أن أدخل عند البقال ولا يفاجئني سيف في الطريق

يا الله
كل غايتنا أن نبقى أحياء
وألا نموت بدون سبب مقنع
يا الله
لم تعد تعنيني الوردة
لم أعد مهتما بالأفلام
لم أعد أحب الشعر
لم أعد أحب التسكع
نحن الآن يا الله في إقامة جبرية
دون حكم اخترنا ألا نبرح شققنا

الموت يتهددنا من كل جانب
الموت القادم من حي الرحمة
الموت القادم من سيدي موسى
ومن القرية

ومن الواد
ومن كل مكان في هذه المدينة
أخرج وأنا أفكر كيف أنجو من الموت

يا الله
رأيت داعش في حي الرحمة
رأيت حاجزا بناه مسطولون هناك
رأيتهم يفتشون كل من يمر
رأيت سيوفا تبحث عن ضحايا

رأيت دراجة نارية تحلق في السماء
رأيت العصابات تهشم حافلة في سيدي موسى
رأيت الآلات تستنجد بمخافر الشرطة

يا الله
نكتب ولا أحد يصدقنا
يا الله الأمن يتجول كل يوم بدراجاته النارية
ويأتون دائما بعد فوات الأوان
يا الله
أنت الذي خلقت وزارة الداخلية

أنت الذي خلقت محمد حصاد
وبنكيران
وخلقت السلطة والنظام
نحن أيضا نحب الحياة
ونخاف من السيوف
يا الله احمنا
وادفع عنا الأذى

يا الله
ليس لنا إلاك سبحانك
هل سلا هو الاسم الآخر للجحيم
هل قدرنا أن نتخطى الخطر دائما

يوما ما سيطعنوننا الطعنة النجلاء
الأولاد في سلا يتدربون على الحرب
الأولاد يقضون نهاية الأسبوع في البحث عن ضحية
يا الله
الدولة في المغرب غير موجودة

يارب
ماذا كيف نقنع السلطة كي تحمينا
يا الله

نساؤنا خائفات
معظمهن تعرضن للسرقة
معظمهن صرن يشترين هواتف رخيصة كي يهدونها للصوص بأقل خسارة ممكنة

يا الله
يا عباد الله
أيها المغاربة
نحن جيرانكم
نسكن خلف جسر أبي رقراق مباشرة
هذا عنواننا

احفظوه
أنقذونا أيها المغاربة
إيها الشعب الأبي
يا جارنا

يا إخواننا في المدن الأخرى
لا تتركوا الأولاد الودودين يتجولون وهم يشهرون سيوفهم
يا الله

احرسنا ونحن نعبر جسر أبي رقراق
يا الله
لقد نجوت هذا اليوم
ولا أعرف ماذا ماذا سيقع لي غدا
يا الله
من شدة الخوف
حول السكان إقامتهم إلى سجون

كأن حربا ستقع في المغرب
يا الله
الأمن يلاحق العشاق
ويترك أصحاب السيوف يتجولون بحرية
يا الله النجدة
النجدة
البشر لا يسمعون نداء استغاثتنا
أنقذنا يا رب

أنقذنا
احم أطفالنا
نريد أن نخرج لنشتري حليبا وخبزا وسكرا من أجل إعداد الشاي
يا رب
نريد أن نتجول يوم الأحد
ونخاف من السيوف
ونخاف من أصحاب الدراجات النارية
يا رب
الموت يتجول حرا طليقا في مدينة سلا
يا رب
داعش وصلت إلينا
كل كتيبة فيها سبعة شباب

يحملون سيوفا
ويبحثون عن المال والهواتف والرؤوس.
يا رب
صرنا نشك في الكزبرة والبقدونس
يا رب
صرنا نخاف من ظلنا
ومن العربات
ومن الفواكه

والسيارات
ونلتفت دون سبب مقنع
يا الله
الرعب يطوقنا من كل جانب.

أغلبنا مازال حيا
نوجد بعد الجسر
الجسر الجميل

الجسر المضاء في الليل
قريبون من عاصمة المملكة

ولا يفصل بيننا وبينهم إلا نهر
والنهر فيه سمك
ومراكب صغيرة. 

-->

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

 
جميع الحقوق محفوظة لــ التبرڭيڭة سخونة
Privacy Policy (سياسة الخصوصية ) Powered by Blogger Design by Ivythemes